لأنه يمكن أن نقول بأن معدل إلغاء الإشتراك في البريد الإلكتروني يُعد سلاح ذو حدين، فالجانب الإيجابي منه أنه يقوم بتنظيف القائمة البريدية الخاصة بك من الأشخاص غير المهتمين بما تُقدمه مما يضمن وصول رسائل البريد الإلكتروني إلى الجمهور المناسب الذي قد يتخذ الإجراء المطلوب.
لكن بطبيعة الحال يمكن أن يؤدي ارتفاع معدل إلغاء الاشتراك في البريد الإلكتروني إلى تبديد كل جهود التسويق عبر البريد الإلكتروني أو الـ Email Marketing أيضًا، حيث يمكن أن يؤثر معدل إلغاء الاشتراك المرتفع بشكل ضار على سمعة نطاقك مما سيؤثر بشكل أكبر على إمكانية تسليم رسائل البريد الإلكتروني المستقبلية.
ومن هنا تأتي الحاجة إلى الحفاظ عليه بمعدل صحي ومقبول، إذًا ماذا يعني معدل إلغاء الإشتراك في البريد الإلكتروني وكيف يمكن الحفاظ عليه بشكل صحي، هذا ما سنتطرق له في هذا المقال بالتفصيل.
ماذا يعني معدل إلغاء الاشتراك في البريد الإلكتروني؟
المقصود بمعدل إلغاء الاشتراك في البريد الإلكتروني هو مقياس أو كمية المشتركين في القائمة البريدية الذين طلبوا التوقف عن إرسال أي رسائل بريد إلكتروني سواء كانت رسائل ترويجية أو إخبارية أو تسويقية.
وهذا باختصار شديد يُشير إلى الطلب الصريح بالتوقف عن إرسال رسائل البريد الإلكتروني بعد ذلك إلى هذا المستخدم، وهذه الخاصية (خاصية إلغاء الإشتراك في القائمة البريدية) يشترط أي AutoResponder وضعها ضمن رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بك.
ويُمكن حساب معدل إلغاء الاشتراك في البريد الإلكتروني عن طريقة الصيغة الموضحة بالصورة التالية:
وكما ترى بالصورة السابقة إذ تُشير أنه يتم حساب معدل إلغاء الاشتراك في البريد الإلكتروني لفترة ما عن طريق قسمة عدد رسائل البريد الإلكتروني التي تم إلغاء الاشتراك فيها على العدد الإجمالي للرسائل التي تم تسليمها خلال الفترة مضروبًا في 100 وذلك للوصول إلى النسبة المئوية.
حيث يُشار دائمًا إلى معدل إلغاء الاشتراك في البريد الإلكتروني كنسبة مئوية، فمثلًا إذا كنت قد أرسلت 100 رسالة بريد إلكتروني خلال فترة وحصلت على 10 عمليات إلغاء اشتراك خلال نفس الفترة فهذا معناه أن معدل إلغاء الاشتراك 10% وبالتالي أنت هنا قد تحتاج إلى تقليل معدل إلغاء الإشتراك في البريد الإلكتروني الخاص بك.
ما هو معدل إلغاء الاشتراك الجيد والمقبول؟
يختلف معدل إلغاء الإشتراك المقبول في البريد الإلكتروني من مجال لآخر، لكن بحسب دراسة حديثة أجرتها مؤسسة SignUpTo وُجد أن متوسط معدل إلغاء الاشتراك في البريد الإلكتروني يكون 0.52٪ ولكن كما أشرنا فهذا يتقلب بشكل كبير من صناعة إلى أخرى ومن مجال لآخر.
كما وجدت منصة Mailchimp في بحثهم، أن متوسط معدل إلغاء الاشتراك يمكن أن يصل في بعض المجالات مثل مجال الإتصالات السلكية واللاسلكية إلى 1.13٪ وكذلك يُمكن أن ينخفض ويصل إلى 0.10٪ للصفقات اليومية والقسائم الإلكترونية.
لذلك في النهاية إذا كنت أقل من 2٪ كما يوصي Campaign Monitor فأنت ما زلت في الطريق الصحيح، لكن إذا لم تكن كذلك فسيتعين عليك تطبيق الإستراتيجيات التالية التي تهدف بشكل أساسي إلى تقليل معدل إلغاء الإشتراك في البريد الإلكتروني.
كيفية تقليل معدلات إلغاء الاشتراك في البريد الإلكتروني الخاص بك:
لا توجد طريقة أو حيلة ستفعلها اليوم وغدًا تجد أن معدل إلغاء الإشتراك في البريد الخاص بك صار قليل، بل أنت بحاجة إلى استراتيجيات مدروسة جيدًا يمكن تنفيذها مباشرة من مرحلة بناء قائمة البريد الإلكتروني إلى عملية أتمتة التسويق عبر البريد الإلكتروني أو الـ Email Marketing وذلك حتى تحافظ دائمًا على معدل إلغاء الإشتراك في نطاق قليل، وفيما يلي أهم هذه الإستراتيجيات.
1. استخدام التقييد المزدوج أو double opt-ins
المقصود بالتقييد المزدوج أو الـ double opt-ins هو أن تطلب من المستخدم تأكيد موافقته على الإشتراك في القائمة البريدية الخاصة بك، بمعنى أنه عندما يقوم المستخدم بالتسجيل في قائمتك البريدية سيتلقى رسالة متابعة عبر البريد الإلكتروني الذي وضعه أو من خلال نافذة منبثقة تطلب منه تأكيد موافقته على تلقي المعلومات منك.
وبطبيعة الحال هذا من شأنه زيادة قيمة المستخدمين المُسجلين في قائمتك البريدية وطالما أن الشخص فعل هذا الالتزام الذي طلبته منه فهذا معناه أنه مُهتم جداً وبالتالي احتمالية أن يقوم بإلغاء اشتراكه من قائمتك البريدية قليلة جدًا، وللإشارة هذه الطريقة يستخدمها كبار المسوقين لفلترة العملاء والحصول على العملاء المُهتمين ذو الجودة العالية فقط.
لكن هُنا نقطة مهمة جداً لا بُد أن يتم أخذها بعين الاعتبار ألا وهي أن التقييد المزدوج أو الـ double opt-ins يُعد خطوة إضافية أخرى والتزام آخر يمكن أن يُبطئ عملية بناء قائمة البريد الإلكتروني الخاصة بك، وبالتالي من المحتمل أنك قد تفقد نسبة من المستخدمين من إضافتهم إلى القائمة لأنهم قد لا يكملون عملية التقييد المزدوج لذا هذه الطريقة لا ينبغي تطبيقها في كل الحالات، حسب البيزنس الخاص بك.
وفي النهاية الجانب الإيجابي كما أشرنا هو أن المستخدمين الذين يقومون بعمل التقييد المزدوج هم مستخدمون لديهم فرص أقل في إلغاء الاشتراك في رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بك لأنهم مهتمين جدًا وأظهروا هذا بفعلهم الالتزام الذي طلبته وهو تأكيد الاشتراك في القائمة البريدية.
2. تقسيم العملاء على أساس قمع المبيعات أو الـ Sales Funnel
الاعتماد على قمع المبيعات أو الـ Sales Funnel من الأمور المهمة جدًا لأنه قد يكون الحصول على بريد إلكتروني غير ذي صلة أمرًا مزعجًا للغاية، وبطبيعة الحال لقد تلقينا جميعًا في وقت ما رسائل بريد إلكتروني ليس لدينا أدنى فكرة عمن أرسلها ولأي غرض.
وبالتالي سيكون رد الفعل الفوري لأي شخص يتلقى بريد إلكتروني غير ذي صلة هو حذفه أو تمييزه على أنه بريد عشوائي وفي الغالب سيقوم المستخدم بإلغاء الإشتراك في القائمة البريدية، حتى أنه بحسب الإحصائيات فقد قام 31٪ على الأقل من المستخدمين بإلغاء الاشتراك لأنه تم إرسال لهم محتوى غير ذي صلة وبالتالي لا بُد من الإنتباه لهذه النقطة حتى يتم تقليل معدل إلغاء الإشتراك في البريد الإلكتروني الخاص بك.
إذا كيف يمكن تجنب هذا الوضع؟ الحل بكل بساطة يكمن في تقسيم القائمة البريدية على أساس الاهتمام، وهذا يعتمد بشكل أساسي على قمع المبيعات أو الـ Sales Funnel إذا يتم من خلاله تقسيم القائمة البريدية تبعاً لاهتمامات الأشخاص وبالتالي يتم إرسال المحتوى المناسب للشخص المناسب مما يعمل في النهاية على تقليل معدل إلغاء الإشتراك في القائمة البريدية.
3. كتابة عنوان الرسالة الصحيح والمناسب
هل تعلم أن عناوين الرسالة على الرغم من قصرها إلا أنها لديها القدرة على جعل عملائك يفتحون رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بك أو يحذفونها؟ نعم هذا الصحيح لأنه من خلال العنوان، المستخدم يُحدد ما إذا كانت الرسالة مناسبة له أم لا.
وبالتالي إذا كان العنوان يُعبر عن شيء غير موجود في الرسالة فبالتأكيد مئال الرسالة سيكون الحذف وربما يدفع هذا المستخدم لإلغاء اشتراكه في قائمتك البريدية.
جدير بالذكر أنه تُشير الإحصائيات أنه حوالي 47٪ من مستلمي البريد الإلكتروني يقومون بفتح الرسائل استنادًا إلى عنوانها، وعلى النقيض الآخر يُبلغ 69٪ من مستلمي البريد الإلكتروني عن الرسائل كرسائل غير مرغوب فيها بناءً على عنوانها أيضًا.
4. إرسال الرسائل بشكل مُلائم
لا توجد قاعدة صارمة عندما يتعلق الأمر بعدد المرات التي يمكنك فيها إرسال بريد إلكتروني إلى المستخدمين، الفكرة هنا تعتمد بشكل أساسي على المجال ونوعية الرسائل وتجربة العميل المرغوبة، فعلى سبيل المثال قد تضطر إلى إرسال بريد إلكتروني إلى العملاء كل يوم أو مثلًا كل أسبوع أو حتى كل شهر.
إذًا القاعدة الأساسية هي عدم وجود الكثير من رسائل البريد الإلكتروني التي قد تجبر المستخدمين على تمييزك كرسائل غير مرغوب فيها، لأنه بطبيعة الحال لا أحد يحب استقبال الكثير من رسائل البريد الإلكتروني غير الضرورية، لذا معدل إرسال الرسائل الخاص بك لا بُد أن يكون مدروس.
وأفضل طريقة لاختيار المعدل الجيد هي أن تسأل عدد من العملاء عن مقدار الرسائل الذي يتوقعون التوصل به، وأبسط مثال على ذلك منصة TED التي تطلب من المستخدمين اختيار “البريد الإلكتروني اليومي” أو “البريد الإلكتروني الأسبوعي” عند الاشتراك في رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بهم.
5. تجربة جميع تنسيقات المحتوى
في السابق كانت رسائل البريد الإلكتروني يتم إرسالها بتنسيق نص عادي، لكن اليوم صار بإمكانك إرسال كل شكل من أشكال المحتوى تقريبًا عبر البريد الإلكتروني وذلك بسبب توفر قوالب البريد الإلكتروني بتنسيق HTML التي من الممكن تضمينها في رسائل البريد الإلكتروني الخاص بك.
حيث يمكن لمجموعة مُتنوعة من تنسيقات المحتوى أن تزيد من تجربة مستخدم البريد الإلكتروني، فعلى سبيل المثال يُمكنك الآن تضمين فيديوهات ورسوم بيانية والعديد من الأشكال والملفات التي تأتي بتنسيقات مختلفة وهذا كله لمحاكاة جيدة للمجال الذي تتحدث فيه، فعلى سبيل المثال رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالتجارة الإلكترونية تختلف عن الرسائل الخاصة ببيع الكورسات أو الرسائل الإخبارية.
وللإشارة تبين أن تجربة تنسيقات المحتوى المختلفة يمكن أن تفيد كذلك في نسبة النقر إلى الظهور أو (CTR) الخاصة بك لأن الشكل يُعد عامل مُهم جداً وهذا يُمكن أن نراه في أنفسنا بطبيعة الحال.
6. إضافة الطابع الشخصي
يقول حوالي 74٪ من المسوقين أن التخصيص المستهدف وإضافة الطابع الشخصي في الرسائل يزيد من تفاعل العملاء، كما تقدم رسائل البريد الإلكتروني التي بها طابع شخصي معدلات معاملات أعلى بستة أضعاف من غيرها لأن المستخدم عندما يشعر أن الرسالة الواردة له تأتيه من شخص مثله يتفهم ما يشعر به يكون احتمالية تفاعله معك كبيرة جداً.
ولجعل رسائلك تبدو أكثر شخصية ويكون بها طابع شخصي ينبغي أن تكتبها كما لو كنت تكتب إلى شخص واحد، تخيل أنك تتحدث مع عميل واحد مُفضل لديك، وتحدث معه على هذا الأساس.
ومن الأمور التي ينصح بها المسوقون أيضاً هي إدراج قصة ضمن الرسالة الخاصة بك وترك سؤال في نهاية الرسائل ليجعل العميل يتفاعل معك ويُجيبك عن الرسالة وبذلك أن تبني ثقة بينه وبين العلامة التجارية الخاصة بك.
7. تحسين التوافق مع الأجهزة المحمولة
من الوهلة الأولى ربما تظن بأن هذه النقطة لا علاقة لها بمسألة تقليل معدل إلغاء الإشتراك في البريد الإلكتروني لكن هذا غير صحيح، ضع بعين الاعتبار أن حوالي 75٪ من جميع مستخدمي جيميل يصلون إلى بريدهم الإلكتروني من خلال الأجهزة المحمولة.
وبالتالي إذا لم يتم تحسين بريدك الإلكتروني للتوافق مع الأجهزة المحمولة فهذا يعني أن رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بك لن يكون لها نصيب من هؤلاء الأشخاص أو أنها ستظهر لهم بشكل غير جيد مما يدفعهم لإلغاء الإشتراك في القائمة البريدية الخاصة بك.
وبطبيعة الحال لجعل رسائلك متوافقة مع الأجهزة المحمولة هناك أشياء كثيرة يُمكنك فعلها منها:
- استخدام عنوان قصير وموجز لا يزيد عن 60 حرف.
- اجعل أزرار الحث على الشراء أو CTA بارزة ويُمكن الوصول لها بسهولة.
- جعل محتوى الرسالة الخاصة بك قصير وموجز.
- استخدام صور وملفات ذات أحجام جيدة ليتم تحميلها بسهولة عند فتح الرسالة وحتى تلائم الجهاز.
8. اسأل لماذا قاموا بإلغاء الاشتراك
سؤال المستخدمين الذين ألغوا اشتراكك يُعد أفضل طريقة يُمكن من خلالها معالجة المشاكل والفجوات في إستراتيجية محتوى البريد الإلكتروني الخاصة بك، فمثلاً اسأل المستخدمين عند محاولة إلغاء الإشتراك عن سبب ذلك أو ضع لهم خيارات للاختيار من بينها للتسهيل عليهم.
وبطبيعة الحال ستساعدك الإجابة في معرفة الأسباب التي تجعل المستخدمين يفكرون في إلغاء الاشتراك في المستقبل ومن ثم تجنبها وإصلاح هذا الخلل.
أخيرًا يظل التسويق عبر البريد الإلكتروني أحد أهم قنوات التسويق الموجودة في الوقت الحالي والتي تأتي بنسبة عائدات أكثر من رائعة بالرغم من أن هذه الطريقة متواجدة على الساحة منذ فترة كبيرة إلا أنها ما زلت محتفظة بقوتها بل أنها تزداد مع الوقت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق